أكتوبر 10, 2006

درس 29 شعبان 1427

Filed under: مجالس العلم — knowledge @ 10:43 م

إخوة الإيمان

سلام الله عليكم ورحمته وبركاته  

وبعد،

نستعرض اليوم شرح الشيخ بن العثيمين رحمه الله لمتن العقيدة الواسطية لابن تيمية رحمه الله في باب ‏توحيد الأسماء والصفات.

يقول بن العثيمين: “هذا (أي توحيد الأسماء والصفات) هو الذي كثر فيه الخوض، فانقسم الناس فيه إلى ثلاثة أقسام، وهم‏:‏ ممثل، ومعطل، ومعتدل، والمعطل‏:‏ إما مكذّب أو محرّف ‏.‏

وأول بدعة حدثت في هذه الأمة هي بدعة الخوارج ؛ لأن زعيمهم خرج على النبي صلى الله عليه وسلم وهو ذو الخويصرة من بني تميم، حين قسم النبي صلى الله عليه وسلم ذهبية جاءت فقسمها بين الناس، فقال له هذا الرجل‏:‏ يا محمد‍ اعدل فكان هذا أول خروج خرج به على الشريعة الإسلامية، ثم عظمت فتنتهم في أواخر خلافة عثمان وفي الفتنة بين علي ومعاوية، فكفّروا المسلمين واستحلوا دماءهم‏.‏

ثم حدثت بدعة القدرية مجوسي هذه الأمة الذين قالوا‏:‏ إن الله سبحانه وتعالى لم يقدر أفعال العباد وليست داخلة تحت مشيئته وليست مخلوقة له، بل كان زعماؤهم وغلاتهم يقولون‏:‏ إنها غير معلومة لله، ولا مكتوبة في اللوح المحفوظ، وأن الله لا يعلم بما يصنع الناس، إلا إذا وقع ذلك ويقولون‏:‏ إن الأمر أنف، أي‏:‏ مستأنف وهؤلاء أدركوا آخر عصر الصحابة، فقد أدركوا زمن عبد الله بن عمر رضي الله عنه وعبادة بن الصامت وجماعة من الصحابة، لكنه في أواخر عصر الصحابة‏.‏

ثم حدثت بدعة الإرجاء وأدركت زمن كثير من التابعين، والمرجئة هم الذين يقولون‏:‏ إنه لا تضر المعصية مع الإيمان تزني وتسرق وتشرب الخمر، وتقتل ما دمت مؤمنا، فأنت مؤمن كامل الإيمان وإن فعلت كل معصية.

لكن قال شيخ الإسلام ابن تيمية‏:‏ إن كلام القدرية والمرجئة حين رده بقايا الصحابة كان في الطاعة والمعصية والمؤمن والفاسق، لم يتكلموا في ربهم وصفاته‏.‏

فجاء قوم من الأذكياء ممن يدّعون أن العقل مقدم على الوحي، فقالوا قولا بين القولين ـ قول المرجئة وقول الخوارج ـ قالوا‏:‏ الذي يفعل الكبيرة ليس بمؤمن كما قاله المرجئة، وليس بكافر كما قاله الخوارج، بل هو في منزلة بين منزلتين، كرجل سافر من مدينة إلى أخرى فصار في أثناء الطريق، فلا هو في مدينته ولا في التي ساف إليها، بل في منزلة بين منزلتين، هذا في أحكام الدنيا، أما في الآخرة، فهو مخلد في النار، فهم يوافقون الخوارج في الآخرة، لكن في الدنيا يخالفونهم‏.‏

ظهرت هذه البدعة وانتشرت، ثم حدثت بدعة الظلمة والجهمة، وهي بدعة جهم بن صفوان وأتباعه، ويسمون الجهمية، حدثت هذه البدعة، وهي لا تتعلق بمسألة الأسماء، والأحكام، مؤمن أم كافر أم فاسق، ولا في منزلة بين منزلتين، بل تتعلق بذات الخالق‏.‏ انظر كيف تدرجت البدع في صدر الإسلام، حتى وصلوا إلى الخالق جل وعلا، وجعلوا الخالق بمنزلة المخلوق، يقولون كما شاؤوا، فيقولون‏:‏ هذا ثابت لله، وهذا غير ثابت، هذا يقبل العقل أن يتصف الله به، وهذا لا يقبل العقل أن يتصف به، فحدثت بدعة الجهمية والمعتزلة، فانقسموا في أسماء الله وصفاته إلى أقسام متعددة‏:‏

قسم قالوا‏:‏ لا يجوز أبداً أن نصف الله لا بوجود ولا بعدم، لأنه إن وصف بالوجود، أشبه الموجودات، وإن وصف بالعدم، أشبه المعدومات، وعليه يجب نفي الوجود والعدم عنه، وما ذهبوا إليه، فهو تشبيه للخالق بالممتنعات والمستحيلات، لأن تقابل العدم والوجود تقابل نقيضين، والنقيضان لا يجتمعان ولا يرتفعان، وكل عقول بني آدم تنكر هذا الشيء ولا تقبله، فانظر كيف فروا من شيء فوقعوا في اشر منه‏.‏

وقسم آخر قالوا‏:‏ نصفه بالنفي ولا نصفه بالإثبات، يعني‏:‏ أنهم يجوزون أن تسلب عن الله سبحانه وتعالى الصفات لكن لا تثبت، يعني‏:‏ لا نقول‏:‏ هو حي، وإنما نقول ليس بمبيت ولا نقول عليم، بل نقول‏:‏ ليس بجاهل‏.‏‏.‏‏.‏ وهكذا‏.‏ قالوا‏:‏ لو أثبت له شيئاً شبهته بالموجودات، لأنه على زعمهم كل الأشياء الموجودة متشابهة، فأنت لا تثبت له شيئاً، وأما النفي، فهو عدم، مع أن الموجود في الكتاب والسنة في صفات الله من الإثبات أكثر من النفي بكثير‏.‏

قيل لهم‏:‏ إن الله قال عن نفسه‏:‏ ‏(‏سميع بصير‏)‏‏.‏

قالوا‏:‏ هذا من باب الإضافات، بمعنى‏:‏ نسب إليه السمع لا لأنه متصف به، ولكن لأن له مخلوقا يسمع، فهو من باب الإضافات، فـ‏(‏سميع‏)‏، يعني‏:‏ ليس له سمع، لكن له مسموع‏.‏

وجاءت طائفة ثانية، قالوا‏:‏ هذه الأوصاف لمخلوقاته، وليست له، أما هو، فلا يثبت له صفة‏.‏

وقسم قالوا‏:‏ يثبت له الأسماء دون الصفات، وهؤلاء هم المعتزلة أثبتوا أسماء الله، قالوا‏:‏ إن الله سميع بصير قدير عليم حكيم‏.‏‏.‏‏.‏ لكن قدير بل قدرة، سميع بلا سمع بصير بلا بصر، عليم بلا علم، حكيم بلا حكمة‏.‏

وقسم رابع قالوا‏:‏ نثبت له الأسماء حقيقة، ونثبت له صفات معينة دل عليها لعقل وننكر الباقي، نثبت له سبع صفات فقط والباقي ننكره تحريفاً لا تكذيباً، لأنهم لو أنكروه تكذيباً، كفروا، لكن ينكرونه تحريفاً وهو ما يدعون أنه ‏”‏تأويل‏”‏‏.‏

الصفات السبع هي مجموعة في قوله‏:‏

له الحياة والكلام والبصر ** سمع إرادة وعلم واقتدر

فهذه الصفات نثبتها لأن العقل دل عليها وبقية الصفات ما دل عليها العقل، فنثبت ما دل عليه العقل، وننكر ما لم يدل عليه العقل وهؤلاء هم الأشاعرة، آمنوا بالبعض، وأنكروا البعض‏.‏

فهذه أقسام التعطيل في الأسماء والصفات وكلها متفرعة من بدعة الجهم، ‏(‏ومن سن في الإسلام سنة سيئة، فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة‏)

فالحاصل أنكم أيها الإخوة لو طالعتم في كتب القوم التي تعتني بجمع أقاويل الناس في هذا الأمر، لرأيتم العجب العجاب، الذي تقولون‏:‏ كيف يتفوه عاقل ـ فضلاً عن مؤمن ـ بمثل هذا الكلام‏؟‏‏!‏ ولكن من لم يجعل الله له نوراً، فما له من نور‏!‏ الذي أعمى الله بصيرته كالذي أعمى الله بصره، فكما أن أعمى البصر لو وقف أمام الشمس التي تكسر نور البصر لم يرها، فكذلك من أعمى الله بصيرته لو وقف أمام أنوار الحق ما رآها والعياذ بالله‏.‏

ولهذا ينبغي لنا دائماً أن نسأل الله تعالى الثبات على الأمر، وأن لا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا لأن الأمر خطير، والشيطان يدخل على ابن آدم من كل صوب ومن كل وجه ويشككه في عقيدته وفي دينه وفي كتاب الله وسنة رسوله فهذه في الحقيقة البدع التي انتشرت في الأمة الإسلامية‏.

 

 بارك الله في شيخنا ومعلمنا وفي جمعنا

 

إن يكن صواباً فمن الله، وإن يكن خطأ فمني ومن الشيطان

سائلين المولى عز وجل أن يكون هذا خالصاً لوجهه الكريم

أوت 3, 2006

درس 9 رجب 1427

Filed under: مجالس العلم — knowledge @ 12:32 م

درس 9 رجب 1427

إخوة الإيمان

سلام الله عليكم ورحمته وبركاته  

وبعد،

نستكمل اليوم شرح الشيخ بن العثيمين رحمه الله لمتن العقيدة الواسطية لابن تيمية رحمه الله فيما يتعلق بتوحيد أسماء وصفات الله عز وجل. يقول ابن تيمية: “ومن الإيمان بالله – الإيمان بما وصف به نفسه في كتابه وبما وصفه به رسوله محمد صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل.

يقول بن العثيمين: فأهل السنة والجماعة يتبرؤون من تمثيل الله عز وجل بخلقه، لا في ذاته ولا في صفاته‏.‏ والتمثيل‏:‏ ذكر مماثل للشيء، وبينه وبين التكييف عموم وخصوص مطلق، لأن كل ممثل مكيف، وليس كل مكيف ممثلا، لأن التكييف ذكر كيفية غير مقرونة بمماثل، مثل أن تقول‏:‏ لي قلم كيفيته كذا وكذا‏.‏ فإن قرنت بمماثل، صار تمثيلاً، مثل أن أقول‏:‏ هذا القلم مثل هذا القلم، لأني ذكرت شيئاً مماثلا لشيء وعرفت هذا القلم بذكر مماثله‏.

وأهل السنة والجماعة يثبتون لله عز وجل الصفات بدون مماثلة، يقولون‏:‏ إن الله عز وجل له حياة وليست مثل حياتنا، له علم وليس مثل علمنا، له بصر، ليس مثل بصرنا، له وجه ليس مثل وجوهنا، له يد ليست مثل أيدينا، وهكذا جميع الصفات، يقولون‏:‏ إن الله عز وجل لا يماثل خلقه فيما وصف به نفسه أبداً، ولهم على ذلك أدلة سمعية وأدلة عقلية‏. ‏

أ- الأدلة السمعية‏:

تنقسم إلى قسمين‏:‏ خبر، وطلب‏.‏

– فمن الخبر قوله تعالى‏:‏ ‏(ليس كمثله شيء)‏ ‏[‏الشورى‏:‏ 11‏]‏، فالآية فيها نفي صريح للتمثيل وقوله‏:‏ ‏(‏هل تعلم له سمياً)‏ ‏[‏مريم‏:‏ 65‏]‏، فإن هذا وإن كان إنشاء، لكنه بمعنى الخبر، لأنه استفهام بمعنى النفي وقوله‏:‏ ‏(ولم يكن له كفواً أحد‏)‏ ‏[‏الإخلاص‏:‏ 4‏]‏، فهذه كلها تدل على نفي المماثلة، وهي كلها خبرية‏.‏  

– وأما الطلب، فقال الله تعالى‏:‏ ‏(‏فلا تجعلوا لله أنداداً‏)‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 22‏]‏ أي‏:‏ نظراء مماثلين‏.‏ وقال ‏(‏فلا تضربوا لله الأمثال‏)‏ ‏[‏النحل‏:‏ 74‏]‏‏.‏

وأما الأدلة العقلية على انتفاء التماثل بين الخالق والمخلوق‏:‏ فمن وجوهه‏:‏

أولاً‏:‏ لا يمكن التماثل بين الخالق والمخلوق بأي حال من الأحوال لو لم يكن بينهما من التباين إلا أصل الوجود، لكان كافياً، وذلك أن وجود الخالق واجب، فهو أزلي أبدي، ووجود المخلوق ممكن مسبوق بعدم ويلحقه فناء، فما كانا كذلك لا يمكن أن يقال‏:‏ إنهما متماثلان‏.‏

ثانياً‏:‏ إنا نجد التباين العظيم بين الخالق والمخلوق في صفاته وفي أفعاله، في صفاته يسمع عز وجل كل صوت مهما خفي ومهما بعد، لو كان في قعار البحار، لسمعه عز وجل‏.‏

وأنزل الله قوله تعالى‏:‏ ‏(قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير‏)‏ ‏[‏المجادلة‏:‏ 1‏]‏، تقول عائشة‏:‏ ‏”‏الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات، إني لفي الحجرة، وإنه ليخفى علي بعض حديثها‏”‏ (البخاري)، والله تعالى سمعها من على عرشه وبينه وبينها ما لا يعلم مداه إلا الله عز وجل، ولا يمكن أن يقول قائل‏:‏ إن سمع الله مثل سمعنا‏.‏

ثالثاً‏:‏ نقول‏:‏ نحن نعلم أن الله تعالى مباين للخلق بذاته‏:‏ ‏(وسع كرسيه السموات والأرض‏)‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 255‏]‏، ‏(والأرض جميعاً قبضته‏)‏ ‏[‏الزمر‏:‏ 67‏]‏، ولا يمكن لأحد من الخلق أن يكون هكذا، فإذا كان مبايناً للخلق في ذاته، فالصفات تابعة للذات، فيكون أيضاً مبايناً للخلق في صفاته عز وجل، ولا يمكن التماثل بين الخالق والمخلوق‏.‏

رابعاً‏:‏ نقول‏:‏ إننا نشاهد في المخلوقات أشياء تتفق في الأسماء وتختلف في المسميات، يختلف الناس في صفاتهم‏:‏ هذا قوي البصر وهذا ضعيف، وهذا قوي السمع وهذا ضعيف، هذا قوي البدن وهذا ضعيف وهذا ذكر وهذا أنثى‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏ وهكذا التباين في المخلوقات التي من جنس واحد، فما بالك بالمخلوقات المختلفة الأجناس‏؟‏ فالتباين بينها أظهر ولهذا، لا يمكن لأحد أن يقول‏:‏ إن لي يداً كيد الجمل، أولي يداً كيد الذرة، أول يداً كيد الهر، فعندنا الآن إنسان وجمل وذرة وهر، كل واحد له يد مختلفة عن الثاني، مع أنها متفقة في الاسم فنقول‏:‏ إذا جاز التفاوت بين المسميات في المخلوقات مع اتفاق الاسم، فجوازه بين الخالق والمخلوق ليس جائزاً فقط، بل هو واجب، فعندنا أربعة وجوه عقلية كلها تدل على أن الخالق لا يمكن أن يماثل المخلوق بأي حال من الأحوال‏.‏

نقول أيضاً‏:‏ هناك دليل فطري، وذلك لأن الإنسان بفطرته بدون أن يلقن يعرف الفرق بين الخالق والمخلوق ولولا هذه الفطرة، ما ذهب يدعو الخالق‏.‏

 

بارك الله في شيخنا ومعلمنا وفي جمعنا

 

إن يكن صواباً فمن الله، وإن يكن خطأ فمني ومن الشيطان

سائلين المولى عز وجل أن يكون هذا خالصاً لوجهه الكريم

 

مارس 21, 2006

درس 13 صفر 1427

Filed under: مجالس العلم — knowledge @ 11:15 ص

إخوة الإيمان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وبعد،

 

العقيدة

نكمل اليوم ما وقفنا عليه الدرس الماضي فيما يتعلق بصفات الله عز وجل كما جاء في الكتاب والسنة. يقول ابن تيمية رحمه الله: “ومن الإيمان بالله: الإيمان بما وصف به نفسه في كتابه وبما وصفه به رسوله محمد صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل، بل يؤمنون بأن الله سبحانه (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)، فلا ينفون عنه ما وصف به نفسه ولا يحرفون الكلم عن مواضعه، ولا يلحدون في أسماء الله وآياته، ولا يكيفون ولا يمثلون صفاته بصفات خلقه، لأنه سبحانه لا سميّ له، ولا كُفُوَ له، ولا نِدَّ له ، ولا يقاس بخلقه، سبحانه وتعالى فإنه أعلم بنفسه وبغيره، وأصدق قيلاً وأحسن حديثاً من خلقه.” (كتاب العقيدة الواسطية).

 

يتناول الشيخ حازم – بعد أن انتهينا من مسألة التحريف والتعطيل – قضية التكييف، وهي أن تذكر كيفية الصفة، والتكييف يُسأل عنه بــ (كيف). وأهل الجماعة والسنة كما يقول الشيخ بن العثيمين لا يُكيفون صفات الله مستندين في ذلك إلى الدليل السمعي والدليل العقلي.       

 

وسُئل الأمام مالك رحمه الله عن قوله تعالى “الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى” [طه : 5]: كيف استوى؟ فقال مالك:”الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة.”   

 

بارك الله في شيخنا ومعلمنا وفي جمعنا

 

إن يكن صوابًا فمن الله، وإن يكن خطأ فمني ومن الشيطان

سائلين المولى عز وجل أن يكون هذا خالصاً لوجهه الكريم

 

مارس 1, 2006

نص وصية شرعية

Filed under: فقه العبادات والمعاملات — knowledge @ 6:21 م
نص وصية شرعية

درس 23 محرم 1427

Filed under: مجالس العلم — knowledge @ 6:04 م

إخوة الإيمان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وبعد،

 
العقيدة

نكمل اليوم ما وقفنا عليه الدرس الماضي فيما يتعلق بصفات الله عز وجل كما جاء في الكتاب والسنة. يقول ابن تيمية رحمه الله: “ومن الإيمان بالله: الإيمان بما وصف به نفسه في كتابه وبما وصفه به رسوله محمد صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل، بل يؤمنون بأن الله سبحانه (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)، فلا ينفون عنه ما وصف به نفسه ولا يحرفون الكلم عن مواضعه، ولا يلحدون في أسماء الله وآياته، ولا يكيفون ولا يمثلون صفاته بصفات خلقه، لأنه سبحانه لا سميّ له، ولا كُفُوَ له، ولا نِدَّ له ، ولا يقاس بخلقه، سبحانه وتعالى فإنه أعلم بنفسه وبغيره، وأصدق قيلاً وأحسن حديثاً من خلقه.” (كتاب العقيدة الواسطية).

يتناول الشيخ حازم – بعد أن انتهينا من مسألة التحريف – قضية التعطيل، وهو في اللغة التخلية والترك، كقوله تعالى: “وَبِئْرٍ مُّعَطَّلَةٍ” [الحج : 45]، أي مخلاة متروكة. “والتعطيل هو إنكار ما أثبت الله لنفسه من الأسماء والصفات سواء كان كلياً أو جزئياً، وسواء كان ذلك بتحريف أو بجحود.*” (شرح العقيدة الواسطية – بن العثيمين). ومن التعطيل من يقول: “بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ” [المائدة: 64] – لا أدري! أفوض الأمر إلى الله، لا أثبت اليد الحقيقية. لم يفسر القائل الآية بغير مراد الله عز وجل (تحريف) ولكنه عطل معناها الذي يراد به وهو إثبات اليد لله عز وجل.

وعقيدة أهل السنة بريئة من التحريف ومن التعطيل، ومذهبهم هو إثبات المعنى وتفويض الكيفية. وهكذا كان الصحابة رضوان الله عليهم، يتعلمون صفات الله من الكتاب ومن الرسول صلى الله عليه وسلم، ويذكر الشيخ حازم في هذا الموضع من قال في السلف أنهم سلموا بما عرفوا من غير علمٍ ولا حكمة – مثل قولهم: “طريقة السلف أسلم، وطريقة الخلف أعلم وأحكم” بل طريقتهم هي أسلم وأعلم وأحكم.  

وها هو الرازي رحمه الله يقول: 

نهـــاية إقـــــدام العقـــول عقـال         وأكثر سعي العالمين ضلال

وأرواحنا في وحشة من جسومنا         وغاية دنيانا أذى ووبال

ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا          سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا

 

“لقد تأملت الطرق الكلامية، والمناهج الفلسفية، فما رأيتها تشفي عليلاً، ولا تروي غليلاً، ووجدت أقرب الطرق طريقة القرآن، أقرأ في الثبات: الرحمن على العرش استوى، إليه يصعد الكلم الطيب، وأقرأ في النفي: ليس كمثله شيء، ولا يحيطون به علماً، ومن جرب مثل تجربتي، عرف مثل معرفتي.”    

بارك الله في شيخنا ومعلمنا وفي جمعنا

 

إن يكن صوابًا فمن الله، وإن يكن خطأ فمني ومن الشيطان

سائلين المولى عز وجل أن يكون هذا خالصاً لوجهه الكريم

 

فيفري 23, 2006

مجلس 21 محرم 1427 هـ

Filed under: مجالس العلم — knowledge @ 8:45 ص

إخوة الإيمان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وبعد،

العقيدة

نكمل اليوم ما وقفنا عليه الدرس الماضي فيما يتعلق بصفات الله عز وجل كما جاء في الكتاب والسنة. يقول ابن تيمية رحمه الله: “ومن الإيمان بالله: الإيمان بما وصف به نفسه في كتابه وبما وصفه به رسوله محمد صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل، بل يؤمنون بأن الله سبحانه (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)، فلا ينفون عنه ما وصف به نفسه ولا يحرفون الكلم عن مواضعه، ولا يلحدون في أسماء الله وآياته، ولا يكيفون ولا يمثلون صفاته بصفات خلقه، لأنه سبحانه لا سميّ له، ولا كُفُوَ له، ولا نِدَّ له ، ولا يقاس بخلقه، سبحانه وتعالى فإنه أعلم بنفسه وبغيره، وأصدق قيلاً وأحسن حديثاً من خلقه.” (كتاب العقيدة الواسطية).

يتناول الشيخ حازم قضية التحريف وحكمها الشرعي والفرق بينها وبين التأويل. فالتحريف اسم جاء القرآن بذمه وهو في اللغة: “تَحْرِيفُ الكَلِم عن مواضِعِه: تغييره. والتحريف في القرآن والكلمة: تغيير الحرفِ عن معناه والكلمة عن معناها…كما كانت اليهود تُغَيِّرُ مَعانَي التوراة، فوصَفَهم اللّه بفعلهم فقال تعالى: يُحَرِّفُون الكَلِمَ عن مواضعه.” (لسان العرب). مثال آخر: عندما قيل لليهود “ادْخُـلُوا البـابَ سُجّدا وَقُولُوا حِطّة” حرّفوا كلمة “حِطّة” (حِطَّةٌ أَي تُحَطُّ عنه خطاياه وذنوبُه – لسان العرب) وقالوا “حنطة” حمراء فـيها شعيرة، فأنزل الله: “فَبَدّلَ الّذِينَ ظَلَـمُوا قَوْلاً غَيرَ الّذِي قِـيـلَ لَهُمْ.” (البقرة 58 – تفسير الطبري).

والتحريف يكون في اللفظ والمعنى، والقرآن لم يُحرّف لفظياً بل جاء التحريف في المعنى بغير ما أراد الله عز وجل: “هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ” (آل عمران : 7.)

فالإيمان بصفات الله يستلزم التسليم بها كما وردت في الكتاب والسنة من غير تحريف لا في اللفظ ولا في المعنى.

أما التأويل (أَوَّلَ الكلامَ وتَأَوَّله: دَبَّره وقدَّره، وأَوَّله وتَأَوَّله: فَسَّره – لسان العرب) فهو نوعان: تأويل محمود وآخر مذموم. والمحمود في التأويل ما بُني على اجتهادٍ في تفسير الآيات مع وجود دليل يدعم ذلك التفسير إما في القرآن أو في صحاح السنة أو نقلاً عن الصحابة أو في سياق اللغة العربية بإجماع أهل العلم. يقول الطبري: “القول فـي تأويـل قوله تعالـى” أي في تفسيره.

والتأويل (التفسير) له أصول وقواعد، كما يوضح الشيخ حازم، فأصول التفسير أربعة:

تفسير القرآن بالقرآن: أي تفسير الآيات عبر الاستدلال بأخرى شارحة لها. مثال: “الذين أنعمت عليهم” وهم الأنبياء وَالصِّدِّيقِينَ والشهداء والصالحين كما ورد في الآية 69 من سورة النساء: “وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً”.

تفسير القرآن بالسنة الصحيحة. وكان عليه الصلاة والسلام يفسر القرآن بالعمل به، فلما فُرضت الصلاة على سبيل المثال قال عليه الصلاة والسلام: “صلوا كما رأيتموني أصلي”.

تفسير القرآن بفهم السلف الصالح ومنهم ابن عباس وابن مسعود وعمر وأبو بكر رضي الله عنهم. وكان الصحابة رضوان الله عليهم يقفون عند بعض الآيات عاجزين عن تفسيرها ولم يتكلفوا في تأويل ما لم يعلموا: “عن إبراهيم النخعي قال قرأ أبو بكر الصديق وفاكهة وأبا فقيل ما الأب فقيل كذا وكذا وقال أبو بكر إن هذا له التكلف أي أرض تقلني أو أي سماء تظلني إذا قلت في كتاب الله بما لا أعلم .” (فتح الباري).

تفسير القرآن بالفهم والاستيعاب اللغوي بإجماع العرب. قال ابن عباس رضي الله عنه: التفسير أربعة أوجه: وجه تعرفه العرب من كلامها وتفسير لا يعذر أحد بجهله وتفسير يعلمه العلماء وتفسير لا يعلمه أحد إلا الله. وأبن عباس هو حبر الأمة وتُرجمان القرآن، وقد دعا له الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: “اللهم فقّهه في الدين وعلمه التأويل.”

ويذكر الشيخ حازم بعض من كتب التفاسير المبنية على هذه الأصول ومنها تفسير الطبري المعروف بــ “جامع البيان عن تأويل آي القرآن” وهو من أجلّ التفاسير بالمأثور وأعظمها قدراً على ما ذُكر فيه وما رُوي في التفسير عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أصحابه والتابعين وتابعيهم وقد جمع الطبري في تفسيره بين الرواية والدراية. كذلك تفسير ابن كثير، والشوكاني.

وينبّه الشيخ حازم من الأخذ بالجوانب العقدية لبعض المفسرين مع الأخذ بفقههم واجتهاداتهم الفذّة، جازاهم الله خيراً ونفع بعلمهم المسلمين.

أما مذموم التأويل فهو تفسير القرآن باجتهاد مبني على رأي لا دلالة له أو سند في الكتاب أو السنة أو عن الصحابة أو في اللغة، أي تأويلٌ لا أساس له.

فقه الدعاء-
على المرء الدعاء لنفسه أن يكون جُلّ عمله خالصاً لوجه الله عز وجل.
الدعاء يجوز على الكافر بعد إقامة الحجة عليه: حادثة صاحبي الجنتين في سورة الكهف: “قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً” [الكهف: 37]. ومن فوائد هذه الآية أن قضية التوحيد (أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ) هي الرسالة التي جاء بها الأنبياء والرسل كافة على مر العصور كان ذلك في قصص الأنبياء أو الصالحين أو الأمم السابقة التي ورد ذكرها في الكتاب والسنة.

ومضات قرآنية-
“وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَاماً فَلْيَأْتِكُم بِرِزْقٍ مِّنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَداً” [الكهف:19]. جاء في موضع كلمة “وَلْيَتَلَطَّفْ” أنها تقع في وسط القرآن (سبحان الله)، وجاء في موضع “وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً” [البقرة : 143] أنها تقع في وسط سورة البقرة (سبحان الله).

واتقوا عباد الله الوقوع في فتنة العمل الدنيوي الخالي من طاعة الله وعبادته (مثال: رجلٌ يعمل صالحاً ولا يصلي): “قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً (104) أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً (105)”

بارك الله في شيخنا ومعلمنا وفي جمعنا

إن يكن صوابًا فمن الله، وإن يكن خطأ فمني ومن الشيطان

سائلين المولى عز وجل أن يكون هذا خالصاً لوجهه الكريم

فيفري 16, 2006

مجلس 16 محرم 1427 هـ

Filed under: مجالس العلم — knowledge @ 6:29 ص

إخوة الإيمان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وبعد،

فقه الدعاء-
تخلل مجلس العلم ليوم الأربعاء 16 محرم 1427 هـ مداخلات فقهية تضمنت موقف العلماء من الدعاء استنجاداً بالرسول عليه الصلاة والسلام، وقد سُئل شيخ الإسلام رحمه الله عن جواز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم‏ فأجاب ‏:‏ “الحمد لله، أما التوسل بالإيمان به، ومحبته وطاعته، والصلاة والسلام عليه، وبدعائه وشفاعته ونحو ذلك، مما هو من أفعاله، وأفعال العباد المأمور بها في حقه، فهو مشروع باتفاق المسلمين.‏” (فتاوى ابن تيمية | ألف الشيخ رحمه الله كتاب كامل عن قضية الدعاء والتوسل بعنوان “قاعدة جلية في التوسل والوسيلة”).

وفي صحيح البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (بينما ثلاثة نفر ممن كان قبلكم يمشون، إذ أصابهم مطر، فأووا إلى غار فانطبق عليهم، فقال بعضهم لبعض: إنه والله يا هؤلاء، لا ينجيكم إلا الصدق، فليدع كل رجل منكم بما يعلم أنه قد صدق فيه.

فقال واحد منهم: اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي أجير عمل لي على فرق من أرز، فذهب وتركه، وإني عمدت إلى ذلك الفرق فزرعته، فصار من أمره أني اشتريت منه بقرا، وأنه أتاني يطلب أجره، فقلت: اعمد إلى تلك البقر فسقها، فقال لي: إنما لي عندك فرق من أرز، فقلت له: اعمد إلى تلك البقر، فإنها من ذلك الفرق، فساقها، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك من خشيتك ففرج عنا، فانساحت عنهم الصخرة.

فقال الآخر: اللهم إن كنت تعلم: كان لي أبوان شيخان كبيران، فكنت آتيهما كل ليلة بلبن غنم لي، فأبطأت عليهما ليلة، فجئت وقد رقدا، وأهلي وعيالي يتضاغون من الجوع، فكنت لا أسقيهم حتى يشرب أبواي، فكرهت أن أوقظهما وكرهت أن أدعهما فيستكنا لشربتهما، فلم أزل أنتظر حتى طلع الفجر، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك من خشيتك ففرج عنا، فانساحت عنهم الصخرة حتى نظروا إلى السماء.

فقال الآخر: اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي ابنة عم، من أحب الناس إلي، وأني راودتها عن نفسها فأبت إلا أن آتيها بمائة دينار، فطلبتها حتى قدرت، فأتيت بها فدفعتها إليها فأمكنتني من نفسها، فلما قعدت بين رجليها، قالت: اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه، فقمت وتركت المائة دينار، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك من خشيتك ففرج عنا، ففرج الله عنهم فخرجوا). وإنما يدل هذا على وجوب تقوى الله في عمل العبد وإخلاصه النية لله عز وجل إيماناً واحتساباً.

وينبه الشيخ حازم إلى أولوية دعاء الله سبحانه وتعالى مباشرة بأسمائه الحسنى، أما التوسل بمكانة الرسول عليه الصلاة والسلام فلا يصح شرعاً لأن مكانة الرسول عليه الصلاة والسلام عند الله عز وجل شأنٌ خاص به عليه الصلاة والسلام. ويشير الشيخ حازم إلى مواطن عدة أختلت فيها عقيدة المسلم لتعلقه ببدع الدعاء ومآل ذلك الشرك والحياد عن الحق، فأهل الصوفية يلجئون بدعائهم للأولياء بدلاً من لجوءهم إلى الله بل هم في شركهم هذا أشد من المشركين الذين يدعون ربهم في الضراء “فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ” (العنكبوت).

الوصية والدَيْن-
من مات وعليه دين ينبغي المسارعة في قضاء دينه، أو أن يتكفل أحد عنه بأداء الدين قبل الصلاة عليه. ويوصينا الشيخ حازم بتقوى الله في الناس وإيفائهم حقوقهم، ومنه كتابة الوصية وذكر ما على المرء من ديون والتزامات وصدقات…إلخ.

فقه الجهاد –
الأصل دعوة أهل الكفر إلى الإسلام وإقامة الحجة عليهم قبل قتالهم.

العقيدة: صفات الله-
كثيرًا من الناس يتوهم في بعض الصفات أو كثير منها، أو أكثرها أو كلها أنها تماثل صفات المخلوقين، فينبغي على المسلم تجنب الخوض في كيفية صفات الله عز وجل وإنما يؤمن بقوله: “لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ” (الشورى). عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات. ويقولون: سبحان الذي يسمع دبيب النملة السوداء في الليلة الظلماء على الصخرة الملساء. مثال: “يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ” (الفتح) – نؤمن بأن لله يد كما ينبغي لجلاله وأن تأويل الآية أن الله ينصر عباده ويجازي الذين صدقوه، والله أعلم. إنما الأمور الغيبية في القرآن كصفات الله عز وجل وصفة الجنة وما إلى ذلك هي اختبار ليقين وإيمان العبد وتسليمه بما جاء به القرآن الكريم وصحيح السنة النبوية. ‏

قاعدة: الحكم على الشيء فرع عن تصوره. أي أن الإنسان قاصرٌ عن الحكم بشيء ما لم يبصره، من ضمن ذلك عالم الغيب. السمع ـ باب الغيب (ما جاء في الكتاب والسنة).      

صفات الله الذاتية والاختيارية (الأفعال) –
صفات الله الذاتية هي دائمة متصلة بالله عز وجل (العزيز الحكيم السميع العليم)، أما الاختيارية أو الفعلية فهي الأمور التي يتصف بها الله عز وجل فتقوم بذاته بمشيئته وقدرته متى شاء وكيفما شاء؛ مثل كلامه، ومحبته، ورضاه، ورحمته، وغضبه، وسخطه، ومثل خلقه، وإحسانه، وعدله، ومثل استوائه، ومجيئه، وإتيانه، ونزوله، ونحو ذلك من الصفات التي نطق بها الكتاب العزيز والسنة‏ – كما يشير شيخ الإسلام رحمه الله.

الدعوة إلى الله والإعجاز العلمي للقرآن –
يذكرنا الشيخ حازم أن القرآن يبرهن العلم، وليس بإدعاء البعض أن العلم يبرهن القرآن، ولذا فإن دعوة أهل الكفر من باب “الاكتشافات العلمية” ليست بالأصل وذلك أن الأصل في دعوة هؤلاء هو إثبات وجود الله لهم عبر الحديث عن الأمور الروحانية والأخلاقية، أما أهل الضلالة والمغضوب عليهم من الذين أوتوا الكتاب فحوارهم يكون في المسائل العقدية فهم يؤمنون بالخالق لكن الخلل في عقيدتهم من شرك (وَقَالُواْ اتَّخَذَ اللّهُ وَلَداً)، وإنكار لبعثة الرسول عليه الصلاة والسلام (فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ). ومن الأساليب الفاعلة في تحقيق ذلك زعزعة إيمانهم بعقائدهم الباطلة.

التجويد – الفرق بين الإدغام والإخفاء والإظهار-
يقول الشيخ حازم أن الإدغام (النون والميم الساكنتان والتنوين) هو أشبه بـ”دمج” أو إلغاء الحرف، أما الإخفاء فهو كأصبع يغطي “أجزائه” أصبع آخر أي أنك لا تلغي الحرف تماماً، إنما تخفي جزءاً منه. والإظهار هو تمام لفظ الحرف.

بارك الله في شيخنا ومعلمنا وفي جمعنا

إن يكن صوابًا فمن الله، وإن يكن خطأ فمني ومن الشيطان
سائلين المولى عز وجل أن يكون هذا خالصاً لوجهه الكريم

أنشئ موقعاً أو مدونة مجانية على ووردبريس.كوم.